شهد الأستاذ الدكتور حمدان ربيع المتولي رئيس الجامعة ، والأستاذ الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط ، والسفير روبرتو باتش سفير جمهورية مالطا بالقاهرة، اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 ، ندوة علمية نظمتها كليتي الحقوق والآثار بعنوان "الحماية القانونية للآثار" ، حاضر فيها عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق .
انطلقت فعاليات الندوة في قاعة المؤتمرات "فاروق شوشة" بالجامعة بحضور القنصل باسكو ليوناردو جريما نائب رئيس البعثة وقنصل جمهورية مالطا بالقاهرة ، والأستاذ الدكتور محمد عبده عماشة نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ، والأستاذ الدكتور محمد عبد الحميد شهاب نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث , والمهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط ، والأستاذ الدكتور سمير الجمال عميد كلية الحقوق ، والسيدة الأستاذ الدكتور يسر عز الرجال عميد كلية الآثار ، وعدد من السادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والإداريين وطلاب الجامعة.
بدأت فعاليات الندوة التي قدمها كلاً من الأستاذ الدكتور محمد ماهر رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب ، والدكتورة أية موافي مدرس القانون الجنائي بكلية الحقوق ، بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية ، تلاه تلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت الطالب إبراهيم محسن.
ثم ألقت الأستاذة الدكتورة يسر عز الرجال، عميد كلية الآثار، كلمة وصفت خلالها الندوة بأنها "عرس ثقافي" يعكس التعاون بين كليتي الآثار والحقوق في إطار الحفاظ على الإرث الحضاري لمصر.
وفي كلمته أعرب الأستاذ الدكتور سمير الجمال، عميد كلية الحقوق عن سعادته بوجود كوكبة من العلماء والمختصين في جامعة دمياط، وعلى رأسهم الدكتور زاهي حواس، الذي وصفه بـ"أيقونة الآثار العالمية" ، مؤكدا على أهمية التشريعات القانونية في حماية الآثار، مشيرًا إلى أن القوانين الحالية تجرّم تهريب الآثار والعبث بها، وتتضافر جهود علماء القانون والآثار في حماية الإرث العظيم .
وأوضح عميد كلية الحقوق أن التعاون بين علماء القانون والآثار يعد أمرًا حيويًا لصياغة تشريعات فعّالة تحمي التراث الحضاري ، كما أشار إلى أن جهود رجال القانون في سن القوانين الرادعة وتطبيقها تسهم بشكل كبير في الحد من جرائم الآثار، مثل التنقيب غير المشروع والاتجار بالقطع الأثرية.
وخلال كلمته رحب الأستاذ الدكتور حمدان ربيع المتولي ، رئيس الجامعة بالحضور معرباً عن سعادته باحتضان الجامعة لهذه القامات البارزة علي المستوى الدولي والمحلي ، مشيداً بتنظيم هذه الندوة التي تجمع بين الجانبين الأكاديمي والعملي في قضية الحفاظ على التراث الأثري.
وأشاد رئيس الجامعة بالتعاون المثمر بين الجامعة ومحافظة دمياط، مؤكدًا أن هذا التعاون يسهم في تعزيز مكانة الجامعة كمركز إشعاع علمي وثقافي ، كما هنأ منسوبي الجامعة بالموافقة على إنشاء "جامعة دمياط الأهلية"، التي ستفتح أبوابها مع بداية العام الدراسي 2025/2026، معربًا عن ثقته في أن هذه الخطوة ستسهم في تطوير التعليم العالي في المنطقة.
وخلال ترحيبه بعالم الآثار المصري ، أشار رئيس الجامعة إلى أن محافظة دمياط تُعد أيقونة صناعة الأثاث في مصر، مما دفع الجامعة إلى السعي لتحقيق حلم الدكتور زاهي حواس بإنشاء "متحف لتطور صناعة الأثاث" في مصر.
فيما وقد ألقى الأستاذ الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط كلمة رحب خلالها بجميع الحضور و ضيوف محافظة دمياط من جمهورية مالطا، معرباً عن سعادته البالغة ، بتواجده اليوم داخل الحرم الجامعى ، كما أعرب محافظ دمياط عن فخره بالانتماء إلى المنظومة الجامعية ، وعن سعادته بتواجده وسط هذه الكوكبة المتميزة من العلماء و الاستماع إلى أيقونة علم الآثار الدكتور زاهي حواس وهو يتحدث عن " الحماية القانونية للآثار ".
وأشاد محافظ دمياط بأهمية اختيار محور الندوة ، لما يمثله من أهمية بالغة على المستويين المحلى والدولى ، ولفت أن موضوع حماية الآثار وتسليط الضوء حول إجراءات حمايتها من تشريعات وقوانين وتنمية الوعى بذلك و التوعية بدور الأفراد لحماية الآثار والتراث ، يساهم فى الحفاظ على هذا الإرث الغنى .
فيما وتوجه محافظ دمياط بالشكر إلى الدكتور زاهى حواس على هذه الندوة الثرية، كما وجه التهنئة إلى الأستاذ الدكتور حمدان ربيع رئيس الجامعة على إنشاء جامعة دمياط الأهلية، وأكد على أنه تم الاتفاق مع الدكتور زاهى حواس ، على دراسة إنشاء متحف للأثاث بدمياط، معربًا عن تطلعه إلى تعاون جامعة دمياط بهذا الملف .
وخلال كلمته أعرب عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق عن فخره بانتمائه لمحافظة دمياط حيث نشأته ، وعن سعادته بتواجده بحرم جامعة دمياط في زيارته الثالثة لها.
وخلال إلقائه المحاضرة أوضح الدكتور زاهي حواس جهود الدولة المصرية في استعادة الآثار المسروقة من الخارج، مؤكدًا أن مصر نجحت في استرداد آلاف القطع الأثرية بفضل التعاون الدولي وجهود وزارة الآثار ، كما تحدث عن أهمية التشريعات القانونية في حماية الآثار، داعيًا إلى تشديد العقوبات على جرائم تهريب الآثار والتنقيب غير المشروع.
ثم انتقلت الندوة لجلسة حوارية مع الحاضرين ، أجاب فيها الدكتور زاهي حواس على استفساراتهم ، والتي دار بعضها حول استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الآثار ، حيث أشار "حواس" إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الآثار، لكنه استبعد الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الاكتشافات الأثرية ، كما دحض بعض الشائعات المتداولة، مثل وجود "الزئبق الأحمر" في المومياوات، مؤكدًا أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وفيما يتعلق بالقوانين السائدة في العصور القديمة ، شرح حواس أن المصريين القدماء كانوا يحكمون من خلال نظام "الماعت" (العدل والنظام)، وكان لديهم قوانين ومحاكم تنظم حياتهم.
فيما واختتمت فاعليات الندوة بعرض فيديو تعريفي عن جامعة دمياط الأهلية، وتكريم الدكتور زاهي حواس بدرع الجامعة تقديرًا لجهوده في خدمة التراث المصري ، كما تم التأكيد على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والقانونية لصون الإرث الحضاري لمصر.
جدير بالذكر أن ندوة " الحماية القانونية للآثار" جسّدت التكامل بين الجانبين الأكاديمي والعملي في حماية الآثار، مع تأكيد على دور التشريعات والتكنولوجيا كأدوات فاعلة لصون هوية مصر الحضارية التي تبوئها مكانة عالمية متميزة.
وعلى هامش ندوة اليوم ، اصطحب رئيس الجامعة الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق ، والأستاذ الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط ، والسفير روبرتو باتش سفير جمهورية مالطا بالقاهرة ، والوفد المرافق بجولة تفقدية لمنشآت "جامعة دمياط الأهلية" ، والتي أعرب الدكتور زاهي عن إعجابه بتطور منشآتها .
ومن من جانبه، أعرب الأستاذ الدكتور أيمن الشهابي عن سعادته بمستوى الإنجازات التي حققتها الجامعة في فترة زمنية قصيرة، مؤكدًا أن المحافظة ستظل داعمة لمثل هذه المشاريع التي تسهم في رفع مستوى التعليم وتنمية الموارد البشرية.
بدوره، أثنى السفير روبرتو باتش على حداثة المنشآت ، معربًا عن استعداد بلاده لتقديم المزيد من الدعم والمشاركة في مشاريع تعليمية مشتركة.
